عُقد مؤتمر الاستثمار والاسواق المالية الذي يهدف الى نشر ثقافة تحفّزُ الاستثمار على أسس ومفاهيم علمية. تميز المؤتمر بمشاركةٍ كثيفةٍ من العنصر الشبابيّ والأكاديمي وبحضورٍ رسميٍ ودُولي.
بعد الكلمة الترحيبية لرئيس Rethinking Lebanon-لبنان 2025، جهاد الحكيّم، ألقى مدير عام وزارة المالية ألان بيفاني كلمة في الجلسة الافتتاحية، ممثّلا راعي المؤتمر، وزير المالية علي حسن خليل، واستعرض المشاكل التي حالت دون شهود نموِّ فعليّ وخلق فرص عمل كافية في لبنان.
في الجلسةِ الأولى، شدّد مدير الأبحاث والاعلام في هيئة الأسواق المالية، الأستاذ طارق ذبيان، على أهمية تفعيل برامج تختصّ بتثقيف المستثمر وحمايته، وادراجها في المدارس.هذا بالاضافة الى دور الهيئات التنظيمية والرقابية في تطوير الأسواق المالية. من جهته، أشار المدير التنفيذيّ لأنظمة الدّفع في مصرف لبنان د. مكرم بونصّار، الى أهمية تعزيز الشّمول الماليّ في لبنان لأنّه سيساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحفيز النموّ الاقتصادي والاستقرار المالي. وهذا من خلال عملية تيسير الوصول الى الخدمات والمنتجات المالية الرّسمية بكلفةٍ مناسبة وتوسيع نطاق استخدامها.
بدوره، قدم المدير التنفيذي الاستراتيجي في شركة FxPro العالمية ، لينا توما، شرحاً عن التقنية الجديدة في عالم التداول Robo Advisor التي تمكّن المستثمرين ذوو امكانياتٍ مالية معيّنة الاستفادة من الفرص المتوفرة من خلال محفظتهم المالية.
في الجلسة الثانية، تطرّق د. هنري عزّام، المدير العام ورئيس مجلس ادارة Deutche Bank في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سابقا ، الى ضرورة تأقلم النظام المصرفي مع التّحديات والتّحولات الرّقميّة ومن بينها العملات الرقمية التي ستحدّ من التّهرب الضّريبي والمعاملات الغير مشروعة، كما ستساهم بزيادة فعالية التحويلات والسياسة المالية.
أما بالنسبة لمستشار صندوق النقد الدّوليّ سابقاً ووزارة المالية اللبنانية حالياً، د. منير راشد، فلبنان يعتبر من الدول الغير مشجّعة للأعمال. ولكي تعوّض الدولة عن العوائق العديدة في وجه نشاط المؤسسات الخاصة، قامت بتقديم قروض بفوائد مدعومة واعفاءات ضريبية، بدل خفض العجز المالي واصلاح البنية التحتية، بُغية تخفيض كُلفة الانتاج ونسب الفوائد.
بعدها، تطرق الخبير في الأسواق المالية والكاتب أسادور خبايان للعوامل النفسية التي تحرّك الأسواق المالية أبرزها: الخوف والطّمع وكيفية الاستفادة من نقاط الضعف وتحويلها لمصلحة المتداول.
في الجلسة الثّالثة، قدّم د.كريم نصر، مساعد الرئيس للتّطوير الأكاديمي في جامعة البلمند، عدداً من المُبادرات الإصلاحية كتمتين الحوكمة والمحاسبة، التّركيز على تأمين الجودة، إستخدام طُرق التّعلم العمليّة، وتعزيز الشراكات بين الجامعات الخاصّة والقطاع العام، وإشراك القطاع الخاص عبر خلق شراكةٍ ما بين الجامعات و القطاعات الإقتصادية كافة.
وبرأي رئيس مجلس إدارة مصرف ستاندرد تشارترد في لبنان سابقًا دان قزّي، انّ غياب المفاهيم الأساسية المالية والاقتصادية هو أبرز أسباب تكبّد الخسائر من قبل العديد من المستثمرين. وانتقد كثرة الجامعات وعدم الترابط بين أقساطها الباهظة والمُرتّب الذي يتقاضاه خرّيجيها.
واختتم الاستراتيجي في أسواق البورصة العالمية والشؤون الاستثمارية، جهاد الحكيّم، بأمثلة عن الخسائر التي يمكن أن يتكبّدها المستثمر، جرّاء القرارات العشوائية التي يتّخذها المواطن اللبناني والتي ترتكز على ترويجاتٍ خاطئة وثقافة وعادات متوارثة وليس على معايير وأسس علمية.
أدار الجلسات كل من الاعلاميين الاستاذ بسام أبو زيد والاستاذ فادي شهوان.